الاثنين، فبراير ٠٣، ٢٠١٤

ساعةٌ قبل الخلاص



"و الذي نفسي بيده.. لا تذهب الدّنيا حتى يأتي على النّاس يوم،
لا يدري القاتل فيم قَتَل، و لا المقتول فيم قُتل"
حديث شريف



مفتَتَحٌ




" ممزوقٌ ستر الأحلامْ "
وتنهدَ
"لا ترحل عني "
وانْسَكَبَت دمعاً و مطرْ
"لا تترسبْ من كَفُّىّ أيا عمْراً أوغل فى عمرى
سأضمك فى صدرى
ورداً
وسحاباً وشعاعَ قمرْ
عندئذٍ ترجعُ لي طفلا أشتاقُكَ وأُحبّكَ أكثرْ "

------------

00:50:00



الوقتٌ قليلْ..
والرجلُ المثخن بجراح المعركة اليوميه
لا يذكرُ مِن أيِ الأيام بدأْ

اليومُ كئيبٌ كجنازةْ

وثقيلُ الوطأة كالموتْ
لا فارقَ ..
وِرْدُ القرآنِ / طيورُ الصبحِ / ضجيجُ المترو / نشراتُ الأخبار / جرائدُ بيضاءُ وصفراءُ و بنِّيه /
غرفُ استقبال المرضى / لون الدمّ / خطوطُ الأوردة /الأموات
/صورُ الجنس / أغاني الفيديو كليب / الأفلامُ الأمريكيه /قبلاتٍ عابرةٌ لفتاةٍ عابرةٍ سيمارسُ قصةَ حُبٍّ عابرةٍ معها بعضَ الوقتِ وينساها
لا تفلحُ في تغيير مذاق السَمْ
أو في تعريف الرجل المارِّ بتاريخِ اليومْ

ولذا .. فسيلقي هذا الجسد المنهك فوق فراش اللذات المنسيه
وينام ليُنْهِيَ يوماً لا عنوانَ له
كي يبعثَ في الفجر نبياً مختلفاً لم يكفرْ بعد و لم يبلعْه الحوتُ ..
ولم يقرأ للناس كتابَ الموتى

لم يقف الساعةَ فوق جدار الوقت المتهدمِ وينادي

" يا فقراء إلىّ ويا سجناء ويا مرضى

سأنزّل لكمُ مائدة الرب الأفضلْ فكلوا حتى تتخدر أذهانكمُ المكدودة بالسعي وراء رغيف الخبز وأدوية الأطفال
والآن أريكم معجزةً كبرى
وأشُقُّ لكم أنهار المشرق عن مدنٍ من ذهب و لآلئ و نساء
وجيوشٍ للتحرير وللتنوير وللتطهير سأريكم معجزةً أخرى
وأُخَرّج لكمُ من كُمّ الشيطان نبياً مختلفا

لا يحفظ مصحفكم كي يفتحَ معكم صفحاتٍ بيضٍ للتاريخ القادم " -------------
00:40:00

ولذا سينام ليعتزل الفتنة وغداً حتماً سيضئ الفجر القادمُ ..
كي يجدَ حبِيبتَه ترقدُ بجواره

فيُقبِّلُها
ويموتُ شهيدا
------------
00:30:00

الوقتُ قليل ..
والرجل التائه في الفجأةِ لا يدرى

إذ تتساقط منه الساعاتُ المتبقيةُ عذاباً بعدَ الآخر
و تبوحُ العورات بما أخفى ، والعبرات بما أظهر تعترفُ عليه الأشياءُ جميعا ينهارُ لسانْ : " كلبٌ .. لا ينبح إلا بكراهية الحاكم و الرب "
تعترف أذن :
"ملعونٌ .. ينكرُ فضلَ الآلهة عليهِ ، ينهض وينام على فكر خائن "
تعترف يدان : " جاسوسٌ .. يبغى قلب نظام الحكم وتوقيت الزمن الشمسي و توزيع التطعيم على الأطفال "
تهتف عينان : "قوادٌ .. يبغى لحبيبته أن تشرق مثل نجوم الظهر لكى يطفئ وهج الشمس و يقبض ثمن بضاعته أطفالا ... "
و إلخ إلخ
والرجل التائه في السكرة لا يدرى

هل صلى فجر الأمس لكي يذكره الله بملأٍ خيرٍ ممن صلوا معه لكتابة تقريرٍ عنه

هل كان يجيد قراءة ورد القرآن لكي يأتيه الرب بمددٍ من عنده

ويلين له الأحجار ليصنع من زُبَرِ الصخر دروعاً و قصائد ؟
ه
ل يملك ما يكفى من عشق للأشياء و من لغة سريه

-لا تفهمها الأقمار المصطنعة أو خبراء معاقل أمن الدولة -
كي يكتب لحبيبته آخر حلمٍ ..
آخر كلمة حبٍ من زمن الأحلام البائد ؟

------------

00:20:00

هل بقي قليلٌ ليغنيَ أكثر ؟؟
أو يحلمَ بالكون الآتي

كربيعٍ وردىٍ من تحتِ رمادِ المدن الموقوتة تنتظر المدّ

وشروقٍ أبديٍ لعيون حبيبتِه فوق السهل المفروش بأشلاء الشهداءِ وخوذات الجندْ يتشققُ جلدُ الرجل المثخن بالآلامِ .. ويبعث طفلاً فضياً لا يكبر أبدا
عالمه المنسي بمدن العشاق المنسية يخرج لينسَّى حزن العالم نفسه

تنطفئ جراحُ العمر وأنّات الأيام

و " كفاك فراراً يا .. أنت ... " هنا
أمواجٌ لا تتكسر فوق شطوط الجزر المجهولةِ ،

جنياتٌ تلعب بين مراجيحِ السحْبِ وأقواس الألوان ،

تماسيحٌ ،أطفالٌ ، أفراسٌ للنهر ، غيومٌ تمطر دون بكاءٍ ،

وحنينٌ لا يؤلم أو يتجسد أو يتبدد ،
و هنا
أم بيضاء الخطوةِ ..
لم يمسسها غيرُ جناحِ ملاكٍ ضل السعى من الملكوت إلى شفتيها
وبعينيها
يتبسم وجهُ إله

----------------

00:10:00



هل يعلم ماذا سَيَحِلّ بهذا العالم بعد قليل ؟؟

----------------

00:05:00

سينادَى :
أن يا ماءُ نضبت وما عمّدت ذنوبَ الأرض المحزونة

أن يا جلاد تمزّقَ بعد السوطِ سياطٌ سبعٌ ..
وما كفر عيسى عن ذنب مليكٍ ممن حكموا تلك الخارطة الملعونه
أن يا مقتولُ قتلت ولم تعلم من قتلك أو من قتل القاتل واعتقل بقية أهل المقتولين وعذبهم حد القتل ..

فهذا ..
زمن المقتولين القتلة
فلتقم الساعة قبل مجئ الساعة

ويقسّم ذاك العالمُ نصفين

النصف الأعلى : في الملكوتْ

والنصف الأدنى : قد قتل فلا داعٍ للتكلفة الزائدة وتكفيه مراسم تأبين محترمه
فليبق تراباً ولينفخ في صور العسكر سبعاً
وينادى :
ا
لملك اليوم لمن لم يعرف إلا طعمَ الملك
والجنة .. للفقراء

----------

00:01:00

سينادى الجنة للفقراء ؟؟؟
يا رب إذن ..
ماذا سيقال الساعةَ لفقيرين أفاءا عريانيْن وراءَ الأبوابِ العاتيةِ السوداءْ

يتدثّرُ كلٌ بالآخر
و بِبُرْدةِ صبرٍ مفضوحْ

يتقاطعُ كلٌ بالآخر

ينغرسان صليباً من صبارٍ فى قلب الأرض المذبوحْ

هل يطردهم أمن الجنة ؟؟

" مغلقةٌ حتى أجلٍ غير مسمى
لوقوعِ محاولة إرهابية "
هل سيقومُ مديرُ الجَنّةِ بوظيفته في إطلاقِ التصريحات الصاروخية
" لا توجد غرفٌ خاليةٌ يا أبنائي
لكنّا سنشكل لجنة تحقيقٍ دستورية
ونقيم مخيمَ إيواءٍ لشباب الجنة فى المستقبل " هل تنعقدُ مجالس أمن الجنة :
" نعرفه من أيام التلمذة الأولى كلبٌ إرهابىٌّ ملعونٌ و مثيرُ شغبْ
وهى .. على دينه "

هل ..
هل ..
تغرقهم أنهار الـ " هل "
أم يحمل كلٌ منهم صاحِبَه ومتاعَ الأيام ويفتش عن جنته فى قلب الآخر و يصلّي

-----
00:00:10

" ممزوقٌ ستر الأحلامْ
والجنّةُ ليست جنّتنا
يا ربي
يا ربي العادل "
يتنهدُ..
"لا ترحل عنّي "

وتذوبُ حنينا و مطر
"
لا تترسب من كفّيّ أيا عمرا أوغل في عمري
لي أنت ويكفيني حبّي
يزهر في حزنك أجنحةً
لأضمك في صدري ورداً
وسحاباً
وشعاع قمر "

يلقاها و ينام قليلا ..

" يا طفلة حلمي المجروحْ

سأحبّكِ حتى تمتدُّ الأرضُ طريقاً للأحلامِ ويمطر جدب الأفق ربيعاً

سأحبّكِ حتى يأتيَني
كالغيمةِ حبّكِ
كالروحْ

عندئذٍ
أنهض من موتي
منتصراً

وأحبّك أكثرْ "


---------


00:00:00
!!!


ليست هناك تعليقات: