الاثنين، فبراير ٠٣، ٢٠١٤

جُـــرّة

.
ينساب الليل عليَ
وخطوي يسأل عنّي
أنقطع عن العالم و أجرد روحي من غمد الموتِ
سأقترب من النار وحيداً
ووحيداً
ليس كمثلي شيءٌ
عرشي فوق دماء شريط الأخبار وصور القتلى
لا يقلقني إلا موت الأطفال المنسيين ونقر المطر على الأسطحِ ..
ليس يعاندني غير نهايات القصص وقلبي
كنت أدور حواليك ولا أتكلمُ ..
فلماذا أشتاقك أكثر حين ينام الناس ويصحو وجعي ؟
كنت أحبك رغم البرد وأن الحب مملٌ جدا في المدن المزدحمةِ ..
لكنّي كنت أموت ورب الكعبة فيك إذا انهمرت أمواج الناس على أرصفة ترام الليلِ،
أو اتصلت أيدي العشاق على الكورنيش ،
أو انبجست عربات الأمن الزرقاء من الطرقات ،
وكنت أقول لعل الموت طريقٌ خلفيً للمشتاق يقود إلى أجزائك إذ تتناثر في كل بنات البلد
/ يقود إليَ
وأن النيل سيعلو خلف السد إذا سكنت كفاك يديّ
حين أصير إلهك وتصيرين عذابي
فلماذا أشتاقك أكثر حين أصير الآن إلاهاً فرداً أحداً
آتي بالشمس من المشرق
أتزوج رمل الصحراء ولا أنتظر الحور العين ؟
لعبتنا ضد الوحدة كانت عاقلةً جدا وطبيعية:
- أدعوك (رحيل ) - إرهاصا لنهايتنا الحتمية أو لدمار العالم - ونسمي بنتا لن ننجبها
- نزور النيل معا ليباركنا ونخربش أحرفنا في كل زوايا العشاق السرية وأغاني فيروز
( لزوم الذكرى )
- أفرح حين أراك وأغضب منك لأن الريح تعاكس شعرك
- أتشاجر حتى مع أعمدة الليل وفاترينات الضوء إذا اشتعلت كي تسرق فرحة وجهك من عيني
- أهديك ثواب صلاتي في عيد الحب لتهديني أسمائي الأسطورية ( آه.. لم أخبرك بأني أحيانا أكفر مراتٍ خمسا في اليوم الواحد وكثيرا ما أنسى ماذا أذنبتِ لأستغفر لك )
- ممـنـــــــــــوع اللمس
- نتشبه بالثوريين : نمارس لعبة عد الشهداء و نتظاهر ضد نظام الحكم ونلعن أم رئيس الدولة
- أخفيك عن المانشتات الهمجية و عيون العسكر وشياطين الليل وقهر أبيك وتقوى أهلي حتى تخفيني عن نفسي وعيون الله الموكلة بعدّ ذنوبي
(مثلا : أمي لن تعلم أنك غير محجبةٍ وتصلين قليلا ، وكذلك لن يعرف أحد من أين وأين ستمطر روحك فوق خراب العالم )
- أرقيكِ من الموت و أكتبك على كل تفاصيل الكون ولا أذكر إلا حرفين من اسمك عند الناس
- أبكيكِ إذا متّ وأحفظ خصلة شعرك في محفظتي لأحدث عنك حبيباتي الآتين
وكذلك كانت لعبتنا ضد الوحدة
عاقلةً جدا وطبيعية
فمتى دخل الحب علينا كي يفسد كل الأشياء ؟؟
أعلم أنك مثلي
لا تنتظرين ولا تٌنتظرين
وأعلم أن جذور نهارك ضاربةُ في ليل شتائي
لكني لن أتفاجأ أبدا حين أراني في عينيك ولا أعرف عنواني عندك
وتصافحك ملائكة الأحلام ولا تبيض يدي ..
إذ يبدو أن الله يحبك أنت ولا يعرفني رغم صلاتي
أعلم أيضا أن رماديتنا سوف تنام كثيرا في الرمل لتنبت ذات مصيرٍ
من رحم الصحراء شوارع لا أسماء لها
سأخبئها في كفيكِ
و في صدرك أطفالَ البلد وأطواقَ الفل المخنوقةِ ..
في عينيك الصبحَ الأبعدَ منك ومني
أتقوس تحت خيوط الضوء لأكمل مشهدنا الـ لايكتمل وحيداُ
ووحيداً
ليس كمثلي شيءٌ
أما أنت فلا تنتظري
صرّي العالم في عينيك ودقي باب الأفق ومري
إن الله يحبك أنتِ
محمد سيد حسن
القاهرة – طريق الواحات – القاهرة
فبراير 2007
* الجرة طريق نصف ممهد وسط الصحراء

هناك ٦ تعليقات:

Marwa abu daif يقول...

لا يمكن ان يحبها الله اكثر او ينساك رغم صلاتك ,هذا مناف لكل ما اعتدوا ان يلقونونا اياه و علينا كابناء حفظة لكل جميل نعرفه ان نؤمن جدا ان الله يحبك اكثر و لا ينساها قطعا , ستظل رحيل لان الرحلة تبدا منها و تنتهي اليها رحيل و رحيل , وحدها ستكون فالرحيل لا يعرف الا الوحدة



قصيدة راااااااااااااااائعة يا محمد قلت و ساقول غبت و رجعت بتقلك يا باشا هههههه

غير معرف يقول...

محمد
مميز حرفك بشدة

بالمناسبة
أعجبتني قصيدتك الجِد قديمة بمنتدى "هريدي"
أتمنى أن أراها هنا أيضاً

شكراً لصبرك..

غير معرف يقول...

محمد..
دع لي متعة الاستمتاع بنصك ثانية على أن أقتبس وكفي دون تعليق!

ولي حق في عدد من الاعتراضات الأخرى.

*كنت أحبك رغم البرد وأن الحب مملٌ جدا في المدن المزدحمةِ ..

لكنّي كنت أموت ورب الكعبة فيك إذا انهمرت أمواج الناس على أرصفة ترام الليلِ،



*لعبتنا ضد الوحدة كانت عاقلةً جدا وطبيعية:

أدعوك (رحيل ) - إرهاصا لنهايتنا الحتمية أو لدمار العالم - ونسمي بنتا لن ننجبها
نزور النيل معا ليباركنا ونخربش أحرفنا في كل زوايا العشاق السرية وأغاني فيروز

لزوم الذكرى


*ويا روعة تلك !!!
فمتى دخل الحب علينا كي يفسد كل الأشياء ؟؟
أففف..
ما أسهلها حد القسوة!


شكراً لاحتمال مكانك زيارتين

محمد سيد حسن يقول...

مروة

رحيل رحلت


تحياتي

محمد سيد حسن يقول...

رانيا


شكرا لمرورك

نصي في هريدي موجود هنا


ورد

محمد سيد حسن يقول...

يا رانيا

المكان لا يحتمل إلا مزيدا من الورد


أحببت قراءتك واقتباساتك وأحاول أيضا أن أخمن اعتراضاتك التي غالبا ما ستكون اعتراضات لغوية تحتمل التأويل وإعادة التأويل :)

الأمر يحتاج لمناقشة أكثر حياتية


تعالي دائما