الاثنين، فبراير ٠٣، ٢٠١٤

حبسٌ فرديّ

























أنتظركِ خلف الأبواب المصقولة أتأمل أقنعتي و أَعُدُّ الأسماء الخمسة لجروحي :


جرحٌ أول :

عاشقةٌ ترقص تحت المطر إذا مسّتها عينُ حبيبٍ
تحتمل الريح على كتفيها شالا من نجمات البحر ،
وتزهر خطوتُها في جدْب الأرض وفي عينيهِ ..
كان يراها من خلل الظلمة كل مساءٍ
يسْميها باسم الآلهة السرية و يقيم طقوس الأضواء لوجه مدينته المولودة في عينيها
يهتف ملء حروف الخلق : أحبك فأحبيني
ويمد يديه ليقطفها من شجر الليل فتمنعهُ أسوار المدن العمياء
تتنهّدُ ..
- كم أنت جميلٌ لكني .. سأحبك في الحلم فقط
- نم ، وغدا ستكون بخيرٍ
وتحلق أبعدُ ،
فينامُ على موعدها

ينزفُ
جرحٌ ثان :

ولدٌ يتجمد في بروازٍ ...
يده كانت تمتد لتسبقَ موتَ الوقت وتختطف فراشتَه المسحورة من فوق الكتف الأيمن للجلاد ، فشُلّت يدهُ..
( ثَمَّ خيوط تتمدّدُ من رأس الجلاد وبلطته العمياء إلى جلاد آخر فوق السقف ، وثمّة كلمة سرّ لابد وأن ينطقها العاشق ليمرْ )
- من أنت ؟
- .. أنا
- من ربّك ؟
- ربي من بعثرني لمّا قسّم قلبي ، نصفاً للطين ونصفاً له
- من يحملُ يدَك إذن يا ولدُ ؟
- الريحُ .. تمسّد شعري وعهود الوصل تدثرني إذ تثلج قلبي كلمات الوحي الأولى
- كلمات مرورٍ خاطئةٍ ، و لديك محاولة أخرى بعد الصلبِ
يعود من الجلجلةِ يراجع ما قرأ المَلَك عليه حين دنا فتجلى في سدف الحبس الفرديِّ
بينا تجفل جنيّتُه وتطير فراشات الرؤيا

ينزفُ


جرحٌ ثالث :

ولدٌ أطولُ يحفر بالقلم ممراً في الحائط ، ويفتّش عن أولِ خيط الضوء النازف من تحت البابْ
قالوا أن الحائط هو آخر ما خطّت كفُّ الله على الأرض من الأسوار ليحجب آخر ما صنع على عينيه من جنّاتٍ وفراديسَ ،
و قالوا أنّ الشمس علي الناحية الأخرى شاهدت الأيتام وسوَّتهم أطياراً و أهازيجَ ،
وأن البحر استغفر عن ذنب الملح ليطفئ جمر الفقراء ،
وليس القمر هناك عيونَ بوليس الآداب على العشاق المحرومين ورهبان الليلِ ،
وليس المطر بكاءَ عيال المسجونين المنسيين ، وليس بصاقَ الغيم على فوضى الكون وليس شرار الطوفانِ ..
وقالوا
ذات رحيلٍ يأتي ولدٌ ،
ولدٌ أطول يحفر بالقلم جدار الكون إلى أن ينقصف القلم وينغرس الحائط في الكفّ ..

فينزفُ

جرحٌ رابع :

متهمٌ بالسبع خطايا ، من سرقةِ مفتاح حياة حبيبتِه لمّا حاول أن يغرسَه مدناً فاضلةً في الصحراء فأكل الرمل الشبِقُ يديهِ ، حتى قتْل الربّ علي مذبح أغنيته الأولى لما قال بمطلعها : ما في الجبة غيرك وأنا .. مدّوا أرجلهم شطبوا أعمدة الشطر الثاني كي ينهدم اسمُك يا ربّ ، وألقوا أدناهم منك إلي أنياب الجبّ وصقلوا حد الكلمة ..
محجوزٌ للحكم الآن يلملم ما لم يأكله الذئب – مسافة قلب نقش عليها اسم حبيبته واسمك يا رب –

وينزفُ
جرحٌ خامس :

يا ربي أرني ..
أنتظركِ دوما خلف القضبان ، تطاردني أقنعة الحلم ، أراكِ على أجنحة المطر ، أعد الأسماء الخمسة ، أنزفُ

وتقولين :
نم ، وغدا ستكون بخير



26 / 12 / 2005

هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...

وااااااااااااااااااااااو بجد وهم انا نفسي بجد اعرف الكلام دا بتجيبو منين بس بجد هو كتير صعب و احب بس افهم حاجه بطل القصيده دا يعني مين بالضبط انا اسمي فاستوكا

محمد سيد حسن يقول...

ربنا يكرمك يا ستي .. أنا كمان أموت وأعرف الكلام ده بيجي منين .. المهم النص مالوش بطل وإنما فيه صوت بيتكلم بصيغة الأنا وبتفرج على نغسه في معظم النص .. كده الدنيا وضحت؟ يا ريت تقوليلي أحسن أنا كده هيجيلي إحباط :(

شكرا لمرورك مرة أخرى

غير معرف يقول...

Hi! Just want to say what a nice site. Bye, see you soon.
»

غير معرف يقول...

Your site is on top of my favourites - Great work I like it.
»

غير معرف يقول...

Looks nice! Awesome content. Good job guys.
»

غير معرف يقول...

توقفتُ كثيراً هنا

لم أقرأها من قبل أسماءك الخمسة

أعجبني كثير

وأوقفتني أشياء عن استمتاعي بها ثانية

ربما هي أنا !!

حرف حلو..