الاثنين، فبراير ٠٣، ٢٠١٤

قراءةٌ فِي كفّ النهَاية




( مع العرافة في رؤيا ليلة صيف )

1-

و لملم فارسها ما تبقى من المجد و الشمس و البحر و الأمنياتِ ..
وغابَ بغير وداعٍ
على مركب اللحظة القارسة
2-

و خلّى الجموعْ
تصلى لرب الجنود صلاة الردى اليائسة ْ
و خلّى الجموعْ
ترتل آي الهزيمة من مصحف الزمن العولمىّ السريعْ
و تطفئ شمس الظهيرة في ليلها المستباحِ سجوناً و قهرا
و ترسم للحلم في الأفق قبرا
و تقرأ وِرد النهاية في آخر الركعة الخامسة

3-

و كانت جميع العلامات حلّت
و فارت تنانير موسكو بدمّ الحسينِ
و جاء المسيخ بطرطور فأر الإله الجديدِ
يحيل اللصوص ملوكاً
و الملوك تيوسا
و التيوس جنوداً تجوس تدوس العظام
وتأكل من سور يأجوج َ ..
تبنى لمأجوج في كل أرضٍ
قناة فضاءٍ و قاعدة عسكرية
و لم يبق إلا قليلٌ من الوقتِ ..
كهفٌ من الحبِ ..
حرفٌ من الذكْر
قبل انقلاب الزمانِ دخاناً مبيناً على الأعين البائسة

4-

فلماذا ..
تجليتِ قبل العشاء الأخير على مذبح الأرض أنثى
( موشحةً بالهوى في زمان الغواية )
تجوب المدى تحمل الدفَّ ..
تبكى
و تحكى
( لأطفال عصر الصواريخ والواقع الإصطناعي )...
عن الأمم الدارسة
و لماذا
- و قد جاءت الشمس من مغرب الحزن -
جئت تصلين !!!
جئتِ ..
صلاة الندى و الدموع لرب السلامِِ
و درتِ ترشّين في كل أرضٍ
(برغم اختناق الحمام على نهر دجلة)
باقات وردٍ
و شعرٍ
و رقيةَ جنيةٍ حارسة ؟؟؟

5-

فلا تسألي الربّ ..
كيف يفيض الندى نهرَ موتٍ
و كيف تصير حقول الورودِ تخوما من الشوك والنقط العسكرية
و لا تسألي الرب ..
كيف انتفى الحلم حين مضى فارس الكلماتِ ..
وخلّف في حومة الزحف ..
خيطاً من الدمِ..
نصلاً كسيراً..
و أنشودةً من ملف القضية
تئن على الأرض مبتورةً .. يابسة

6-

و لا تذكري للجنود اسم أرضكِ
أو أبجديتك العربية
لا تدعيهم ..
يفضون طلسمَ حزن عيونِكِ
لا تتركيهم ..
يرون طريق الهموم المخبأ بين ضفائر شعركِ
عرض الخريطةِ حتى المصيرْ
مصلّبةٌ أنتِ إن بسملت شفتاك مصادفةً
أو نطقْتِ الشهادة إذ يقتلونكِ
مفقودةٌ أنتِ إن بشرت كلماتك بالوحي
أو بالنبي الأخيرْ ..

7 -

" سوف يأتي
إذا ما تمطى زمان الطواغيت و الصابئينَ
كجنزير دبابة فوق صدر الجياع "
" سوف يأتي
إذا أنكرت مدن العهر أطفالها ،
و ارتمت مثل بلية روليت ..
بين مواخير فيجاس ،
و بورصات روما ،
و آبار بابل
لتملأ أرحامها من سفاح الهويّات بين مواني الضياعْ "
" سوف يأتى إليكم بأسمائكم
بشهادات ميلادكم
من مكانٍ قريبٍ فلا تكذِبوهُ !!!
فلا تكذبوه كما تكْذِبون خواء الخرائط من أرضكم
ولا تسلموه !!!
و لا تسلموه كما تسلمون على رأس كل زمانٍ جديدٍ
مسيحاً جديداً
لقاء ثلاثين قطعة نقدٍ
و مشنقةٍ للضمير
وبضعِ سجائر ملفوفةٍ بالكرى و الحشيش
تدغدغ أيامنا .. العابسة"

8-

و ها أنتِ يا ....
عند أول دربكِ إذ ينتهى
عند آخر دربك إذ يبتدى
تتجلين أنثى
( مسلسلةً بالهوى في زمان الخطيئة )
تزرعين انتظارك في كل أرضٍ
( و كل الأراضي شراقى )
و لا تحصدينَ
سوى قلق العمر و الخرس الأزلي
و لا تحصدين
سوى شك رؤيا
توارت وراء غيوم القصيدة عن فارسٍ مستحيلٍ
تقوس في سجنه يحلب البدرَ ..
كي يرضع الغد حلماً جديدا
عسى يولد الزمن الساكن الوقت عمرا مديدا
لعينيكِ إذ تحملين البشارة بالعشقِ و الموت ِ
إذ ذات فجرٍ
يلملم فارس حلمك ما قد تبقى
من المجد و الشمس و البحر و الأمنيات ..
ويأتي
على
مركب
اللحظة
القارسة

ليست هناك تعليقات: